الشباب والانتخابات: "بعيداً عن الشعارات!"


لوحظ أن أغلب القيادات تحدثت عن تزايد الاهتمام السياسي لدى الشباب، ولم تتحدث كثيرا عن تطور ال?عل السياسي، الذي ظل منعدماً، خاصة ?ي ظل  ما آلت إليه الأوضاع ال?لسطينية، أدى ذلك إلى ترسيخ حاجز عدم الثقة واللامبالاة لدى الشباب ?ي المشاركة بالحياة السياسية إن وجدت.

هل الانتخابات ?علاً أولوية؟ هل لدينا سلطة حقيقية على أرضنا؟ هل بإمكاننا التحكم بأمورنا.. بمعاملاتنا الإدارية، بواقعنا الاقتصادي.. بواقعنا الأمني.. أو حتى بحدودنا.. أصلا أين هي حدودنا؟ ومن قال أن معظم الشعب ال?لسطيني سواء ?ي الداخل أو الشتات موا?ق على ما أطلق عليه جزء من ال?لسطينيين بالحدود!؟ وحتى تلك الحدود المتخيلة ليس لديهم أدنى سيطرة عليها!

ما ال?ائدة من السلطة إذن إن كانت غير قادرة على مواجهة الأمر؟ أليس من الأ?ضل أن تحل وأن نسمى طبقاً للقوانين الدولية شعب محتل؟ ويتحمل الاحتلال الغاشم كا?ة المسؤوليات المترتبة على ذلك، ولكن هذا الأمر قد يصطدم بحلم الكراسي التي أقعدت قضيتنا منذ ات?اقية "أوسلو" المشؤومة وحتى الآن.

كي? يمكن تصور انخراط الشباب ?ي أطر وقنوات وأحزاب سياسية وهو أصلا  ي?تقد إلى ثقة بها. تلك الأحزاب التي صنعت أيضاً شريحة من الشباب ظل تابعاً ومحصوراً بتصوراتها، وظي?ته إطلاق الشعارات والتقديس والتمجيد، والطخطخة ?ي الأعراس والمناسبات! وبالرغم من وجود هذه ال?ئة من الشباب التي إلا أنه يمكن الحديث عن ضع? المشاركة السياسية الحقيقية، وهنا نقصد التأثير ?ي القرار السياسي، وليس ?قط التواجد الذي يخدم أهدا? الأجيال الكبيرة القديمة المسيطرة.

يعر? الواقع الحالي ضع?اً كبيراً ?يما يتعلق بالمشاركة السياسية لدى الشباب، وهذا الضع? يرتبط ب?قدان الثقة ?ي الأحزاب وغياب الشعور بجدوى الحياة السياسية إن وجدت، كما يرتبط بالاحتلال وبمشاكل اقتصادية واجتماعية، يتم تجاهلها من قبل الأحزاب وال?صائل ال?لسطينية، و?ي ظل هذا الراهن تغيب الديمقراطية على مستوى البيئة السياسية بشكل عام وعلى مستوى الهيئات السياسية والمدنية بشكل خاص. وينعدم الاستقرار الاجتماعي وتزداد المشاكل المرتبطة أساسا بال?قر والبطالة.

وبالرغم من كل ذلك ?ليس من المستحيل تعزيز مشاركة الشباب السياسية، أما الخطوة الأولى باتجاه ذلك تتمثل بإلغاء العقلية الأبوية والاستماع إلى الشباب  وقبول الاختلا? واعتماد الحوار بدلاً من الصراخ و ثقا?ة التسامح (داخل البيت ال?لسطيني وليس مع المحتل) بدلاً من المشاحنات، وبذلك نكون قد خطونا الخطوة الأولى.

أرشيف فلسطين الشباب