تستيقظ بعد ليلة? لن ينساها قلبك ولا عقلك و لا روحك،

تتحسس رأسك الذي ما زال يهتز حتى الآن، تحاول أن تثبّته كما ثبّتك الله أمس،

قلبك ما زال ينبض خو?اً و حياةً ك?ت?بت له من جديد، بعد أن طرق الموت بابك عشرات المرات،

عيناك تريد أن تبكي كما الط?ل الصغير، لكن لا دموع

تتوضأ و تصلي لأجل الله حمداً، تصلي لأجل الشهداء الذين أكملوا ليلتهم بصمت? و هدوء،

تصلي لأجل السماء التي تمزقت،

لأجل الأرض التي تشققت،

لأجل العص?ور الذي ما زال يزقزق بجانبك رغم ما عاشه معك ليلاً ،

تصلي لأجل ق?دسك و لأجل كل شيء،

ثم ?جأةً تلعن..

تلعن النائمين الس?كارى .. الشامتين الصامتين المكَمَمين بخو?هم و ج?بنهم و ذ?لهم،

تتذكر أنك قد تموت ?ي أي لحظة ?تستغ?ر الله...

تهدأ ..

ثم تلعنهم مرةً أخرى،

و تلعن و تلعن و تلعن ..

تتذكر أنه يوم من أيام العيد، ?تعظّم شعائر الله و تكبره و تحمده،

تسكت ..

ثم تلعن كل شيء،

تلعن دون وعي،

أيّ? وعي تَبقّى أصلا ً؟!

تنهض من مكانك،

تتحسس روحك،

كل شيء ?ي مكانه، لكن عقلك ما زال يركض خائ?اً ?ي كل اتجاه ،

الأصوات بداخله تكاد لا تنقطع،

و أنت تصنع قهوة الصباح ?ي برود? غريب يطغى على جسدك الم?نهك،

تبحث عن بقعة شمس، تشعل سيجارةً أولى و تبحث عن صوت.. أيّ? صوت ينهي تلك المجزرة من داخلك،

تجلس كجندي? أتعبته الحروب، تلملم ما تبعثر من روحك هنا و هناك...

- ?يروز هل لك? أن تغني بصوت? أعلى؟ لا أسمعك.. روحي قد أصابها الصمم..

تت?قد هات?ك الذي أتعبه الركض خل? الأخبار العاجلة،

تتوارد رسائل الاطمئنان، لا أريد أن أتحدث مع أحد، أصابعي ما زالت ترتج? حتى الآن كما هي كلماتي ... السيجارة الثالثة على التوالي دون أن تشعر بارتخاء ،

ما زالت ان?اسك مشدودة حتى الآن أيضاً،

تستغ?ر الله ..... الوحيد الذي كان بجانبك أمس، هو و تلك الرشقات التي أمدّتك بالقوة،

ما زالت الأصوات ?ي دماغك تقص? ما تبقى منك،

ما زالت روحك مبعثرة حولك،

لكن القهوة تقاوم معك الآن ?ي هذا الصباح الغريب،

يا إلهي كي? مرّت ليلة أمس؟

و كي? نمنا بعدها ؟

يا إلهي كي? نروي ما حدث؟

ترتش? من ?نجانك ?ي صمت،

و القص? ما زال حولك حتى اللحظة،

لكنّ الشمس أقوى،

القص? ما زال حولك حتى الآن،

لكنّ العص?ور يصلي بجانبك،

القص? ما زال ?يك،

لكنّ الله معك.

أرشيف فلسطين الشباب