الحُب نعمة.. أما العشق فهو لا شك بلاء
! يكفينا مقولة الفيلسوف اليوناني يذوجانس "العشق سوء اختيار صادف نفساً فارغة" والذي يوافقه فيه أفلاطون وغيره ممن عكفوا على تقديم العِلاجات له بنصائحهم الحكيمة .. التي كثيراً ما نُطنشّها، إلا أن بعضهم، كان بديعاً في طرحه، كإبن الجوزي في كتابه (ذم الهوى)، حين تحدث عن علاجات " إبداعيّة " و " مُثيرة جداً ".. بدأها بالحديث عن إطفاء نار العشق بشم زهر البنفسج واللوفر.. وهي من المُرطبات في الطب العربي، ثم تحدث عن ضرورة التركيز على تناول الأطعمة الرطبة.. كما ينصح ابن الجوزي بالإكثار من دخول الحمام (حمّام البخار مثلاً) .. دُون طول مكوث، ومن الأمور المُفيدة أيضاً النوم، النوم الطويل، وهو أمر مذموم بشكل عام، إلا انه علاج لمثل هذه الحالات.. وزيارة الرياض البديعة وتأمل المياه الصافية يُساعد في تهدئة النفس، وينصح ابن الجوزي بكثرة السفر، حيث يتحقق البُعد عن المحبوب، ويستعرض نصائح غيره كالسير الطويل الذي لا تكون فيه الراحة إلا بالليل.. ومن الأمور المُتعارفة التي يطرحها، إشغال النفس بالمَعاش والصناعة فالعشق (شُغل النفوس الفارغة) كما يقول ابن الجوزي .. ومن الأمور المُثيرة نصيحته في إستعراض النساء للتزويج، باختصار: البحث عن عروس، والزوجة الحسناء الفائقة قد تكون أحسن علاج للعشق، هكذا يقول.. كما ينصح بالاستماع إلى النوادر المُضحكة.. والمسموعات المُطربة، كل هذه العلاجات العشرة تبدو مُجديّة، يطرحها إبن الجوزي في كُتبه .. التي تحدث فيها ايضاً عن علاجات أخرى، هي علاجات الباطن، وهو أقوى أثراً، مع أنه الأصعب تطبيقاً!