الأبوة الإيجابية هي أسلوب استراتيجي يقوم على مبدأ بناء علاقة بين الأب والأبناء تمكنهم من تطوير ثقتهم بأنفسهم،
من خلال التركيز على آلية التربية الإيجابية القائمة على المساعدة، العاطفة، الود، والتعليم المستمر بحيث تمكن الأطفال أن يصبحوا أفرادا قادرين على الاعتماد على النفس، يتمتعون بحس المسؤولية، قادرين على بناء العلاقات مع الآخرين ضمن نطاق اجتماعي قائم على المعاملة الحسنة المبنية على الرحمة والاحترام المتبادل.
و من هنا فإن الأبوة الإيجابية هي منهجية تعليمية قائمة على رعاية الأطفال، تسعى لخلق الأمن والأمان بين الأب والأطفال من جهة، والأب والأم من جهة أخرى، من خلال آلية تستند على مبدأ الحوار المتبادل التشاركي، و إيجاد الحلول للتحديات التي تواجه العائلة، بالإضافة لدور الأب في الإجابة على التساؤلات ضمن إنشاء روابط عاطفية قائمة على المودة و الاهتمام و الاحترام.
يعد إعداد النموذج الجيد والملهم لأطفالك أمرًا في غاية الأهمية. وباعتبارك القدوة المثالية أمام أطفالك فلا بد من العمل من أجل ذلك. فالطفل يتعلم التصرف من خلال النظر إلى الأمثلة التي يصنعها آباؤهم. فالآباء المسيئون والمتسلطون يسببون الأذى لأطفالهم من ناحية نفسية و جسدية مما ينعكس عليهم سلبا في حياتهم عندما يكبرون . وعلى النقيض من ذلك، فإن الأطفال الذين لديهم آباء يؤمنون بمنهج تعليمي إيجابي قائم على المشاركة و التعاون تجاه القضايا الحياتية سيكون لديهم نهج معتدل و إيجابي قادر على مواجهة الصعوبات الحياتية مستقبلا.
إن تعزيز الإجراءات الإيجابية والثقة المتبادلة من خلال التواصل الفعال بين أفراد العائلة يساعد على تشكيل بيئة عائلية سعيدة داخل المنزل، وبالتالي تعزيز مبدأ احترام الذات واحترام الآخرين. فالوالد الذي ينتهج أسلوب التركيز على مبدأ التشجيع والتحسين سيساعد أطفاله في الحصول على نهج إيجابي في حياتهم .
فالأخطاء أو العيوب التي يقوم بها أطفالنا يمكن اعتبارها فرصة للتحسين و التعليم بدلاً من الانغماس في الشعور بالذنب و العقاب والسلبية تجاه الأطفال أو الذات، و هذا ما يساعدنا على تطوير سلوك إيجابي لدى أطفالنا و تنمية القدرة لدى الطفل وتمكينه نحو التفكير الإيجابي، وتطوير مهارة حل المشكلات لديه ضمن بيئة عائلية سعيدة داخل المنزل تقوم على ضغوط حياتية أقل لكل من الوالدين والأطفال.
بناء على ما ذكر يمكننا الاتفاق على أن سياسات الأبوة الإيجابية تهدف إلى التوفيق بين حقوق الآباء ومسؤولياتهم واحتياجاتهم مع احتياجات الأطفال ومصالحهم وحقوقهم، من خلال عدم استخدام أي نوع من أنواع العنف البدني، فهو يقوم على أسس تأمين الرعاية النفسية والعاطفية للطفل ضمن إرشادات سلوكية و قواعد تساعده على الشعور بالحماية والأمان و تنمية القدرات الذاتية تكفل إنتاج شخصية إيجابية اجتماعيا.