?ي مثل هذه الساعات أو أقرب، كان الجندي بكامل عتاده متمترس خل? أطنان الحديد والخو?، يحاول ألا ي?كر ?ي أي شيء يلهيه عن دكّ عمارة الحيّ الطويلة،


مستلهماً تصميمه هذا على الدمار، من قدرته العظيمة التي مكّنته قبل ليلة من الانتهاء من مسجد المنطقة الذي يعكّر مزاجه ورؤيته أحياناً، ومن ضمن الأسباب أيضاً نومه مخموراً قبلها بعدة أيام من كثر ما تلعثم ?ي عدّ القذائ? التي ضربها ?ي الساعة الأخيرة قبل الهدنة المؤقّتة؛ هدنة مؤقتة، بعد أسبوعين من إحكام إغلاق جهنم على الحي، تم التوصل لحل أزمة شبق الجنود.

ثلاث ساعات وسط النهار تك?ي لأن يتناول وجبته كاملة، وي?ضاجع المجنّدة التي تَقود الدبابة، وت?قوّد مع باقي الدورية، وبقية من الوقت تصلح لقيلولة.

كان أبعد ما يمكن حينها أن أ?كر ولو قليلاً بهذه الت?اصيل خاصتهم. وأنهمك انشغالاَ ?ي البحث عن شحنة كهرباء تسد عطش هات?ي النقال كي يصمد حتى "حصاد اليوم"، وأصعد سطح البيت لا بحثاً عن الطائرات الصغيرة بقدر ما هو استجداء لمواسير المياه ?ي أن ت?ساير المعجزات وتأتينا ببضع لترات كي لا نضطر لتأجيل الدخول إلى الخلاء يوماً إضا?ياً.

نتقاسم المهام ويحمل أحدهم على رأسه "?رش العجين" نخبزه على قشّنا و?رن الجيران الطيني، والجيران ساعة الحرب أجرأ من أعظم المحللين السياسيين، لذا تسودّ الأرغ?ة لقلة الاعتناء أثناء طرح توقعاتهم لنهاية الحرب. ومثلما لم تنته? الحرب إلى الآن، لم تنته? الثلاث ساعات وقتها، مازال ?ي الوقت ما يك?ي لإشعال سيجارة مع صديق يسكن ?ي ن?س الحي، نشْتم إن تذكرنا البعيدين ونتضامن إن تل?تنا يميناً أو شمالاً.

ثمة ما ي?ذكر هنا، أن قص? بناية جديدة، لا علاقة له بالهدنة لا من قريب? أو بعيد، وإن سمعت صوت ان?جار حاول أن تهزّ خصرك لا قلبك، وحاول أيضاً أن تنسى قصة الثلاث ساعات تلك، وعدّ للبيت أو للخندق.

?ي البيت ـ ?ي بيتنا تحديداً ـ أشقائي لاجئين من الحي المجاور، متمترسين خل? سرير رجل? يكبر النكبة بخمس سنوات ويصغر أصغرنا بعشر كيلوغرامات، يتناوبون على تلاوة القرآن بتعدد النوايا بين درء السرطان وجلب الانتصار.

كان قد مضى على السرطان ?ي جسده أربعة شهور، و?ي جسد الأمة العربية واحد وستون عاماً. هو، أسلم روحه قبل عام، وغزة ?ي طريقها مثلما عودتنا دائماً: إلى النار.

ملاحظة: هذه ليست كتابة.. هذا تَذكّر بصوت? مرت?ع

أرشيف فلسطين الشباب