وأنت قلبي ضعيف النبضات وحالي الصامت، وخصلات شعري التالفة وهزلان جسدي
وأيامي المتكررة والحديث العقيم،
والشرود والفكر غير المتزن، وأملي المفقود ووجودي في هذا السجن
سببه أنت كحالة حب مكسورة الخاطر، أنت وطن لست منصف البتة، ولا تجعلني على ما يرام، متى أعود مقاعدي الحياتية، كإنسان يتنفس بطبيعية فارغة، دون رغبة دون طموح ودون حاجة، كم من الجرأة نحتاج لنخبر بانكسارتنا المتواصلة، كشيء مشرف وأصل نجاحاتنا، أي غربة تلك بين ضمور قلوبنا كأطفال والتعامل معنا، كصخور على شاطئ يلملم اللاجئين الموتى من رماله، لا أملك صدقني من قلبي إلا أمر الله بإحيائه؛ هذا ما شاءت به موجة الخيبات التي مررت بها طوال العام؛ ولكن المفارقة أن تلك المصائب من وجهة نظر عمري، هي الحبر الذي يملأ صفحات خاطرتي بالكلمات
والتي يصفق لها الناس بحرارة دون علم منهم بغرس القلم في أحشاء القلب كي يعبر عن وجعه.
ما تعلمته منك!
إن كان أحد منا ينوي إسعاد الآخر يجب عليه التأكد من حمله كفنه مع باقة الزهور الجميلة
لأنه سيلبسك إياه في كل لقاء وموعد؛ طالما يريد السيطرة عليك كحالة ضعيفة مركونة
للانتظار فحسب. كنت أظن نفسي أذكى من أن يطالني غدر أحدهم، أو يتشتت رأسي والآن حدث ما حدث ولا أمل باسترجاعه.
دائما احلامي واحساسي بالأشياء يسوقني للحقيقة ولكني أكذبها بصبر فاره؛ فلا يهون على القلب تقطيع نياطه بيده، وتركه عضو يعمل ليرضي سائر أعضاء الجسد، باستثناء الروح.
وما يربي القسوة في قلوبنا إلا تلك المشاعر التي أطلقناها، كفقاعات مائية ملونة وعادت الينا ضربات مطرقة، قامت بتفتيتنا مثل رغيف خبز في صحن حساء مغلي تحت الحطب.
وضاع الذي بقلبك مذ قررت الاستسلام كضحية، نهش شريان الحياة منها وكان من المنطقي موتها
ولكن في حالات الاسعافات الاولية وضماد الصبر عاشت كدمية في بيوت الغرباء أو معطف مخملي
على أكتاف وجهاء الطبقة المخملية، أي أنها في كلا الحالات فقدت نفسها عند فعل الموت أو النجاة منه.
للخلاص أنظر بعيون الأسد على مملكته، وإن نبح على العرين عابر طريق أزأر بكل ما أوتيت من حق.