عند وصولك إلى مدينة بيت لحم مهد سيدنا المسيح عليه السلام، لا بد لك من الوصول إلى مركز المدينة أي محطة الباصات المركزية ومجمع السيارات.
ما أعظم هذا البناء، وكم كلف من الأموال حتى صار صرحا شامخا في سماء المحافظة.
لكن عند نزول الركاب من السيارات والحافلات ليتجهوا صوب معالم مدينتنا العريقة والوصول إلى مؤسساتها ودوائرها وأماكن العمل فيها، والى المدارس والجامعات أيضا ؛
فانك ستجد أمامك حاجز لا يوجد عنده أي علامات تحذير،
لا تمهل ولا قف!!
هذا الحاجز والذي حتما ستقف في ساحاته حتى تصل إلى المكان الذي تريده، انه المصاعد الكهربائية، وهذه المصاعد والتي وجدت لخدمة آلاف المواطنين؛ عددها ثلاثة فقط !
ويوجد بجانبها باب حديدي مغلق بإحكام، مكتوب عليه مخرج طوارئ! انه الدرج الذي تلفظ أنفاسك فيما لو كان مفتوحا واضطررت إلى عبوره!
في هذه الساحات تشاهد شيخا كهلا وامرأة عجوز اضطرا للتوقف عند هذا الحاجز حتى يواصلوا مشوارهم للوصول إلى الطبيب أو المستشفى؛ ستجد في هذه الساحات أما تحتضن طفلها الذي يبكي مرعوبا، و أخرى تمسك أطفالها خوفا عليهم من الزحام.
ستجد طلاب المدارس والجامعات متجهين إلى مراكز تعليمهم وقد استوقفهم هذا الحاجز.
ستجد العامل الذي يحاول الوصول إلى عمله أو عائدا منه منهكا من التعب ليصل إلى بيته وأهله وقد استوقفه هذا الحاجز.
ستجد الفتيان الذين يجرون العربات التي يحملون فيها بضائع ومشتريات المواطنين إلى الحافلات والسيارات، وقد استوقفهم هذا الحاجز.
هذا الحاجز لا بد لك من الوقوف في ساحاته على الأقل ربع ساعة -حقيقة لا مبالغة- ويتكرر الموقف يوميا في الصعود والنزول.
هذا الحاجز والمكون من ثلاثة مصاعد معطل فيها واحد على الأقل، فإنه لا مفر لك حتى تصل إلى المكان الذي تريده في مدينتنا أو المدن الأخرى إلا باجتيازه بكل ما يحمله من معاناة، خاصة في وقت الذروة عندما يذهب الكل إلى عمله وعند العودة أيضا.
وإذا كنت لا تريد أن تدخل في الزحام حتى تخف أزمة المواطنين فإن هذا مستحيل، وإذا دخلت الأزمة فأنك غالبا ما تدخل في المشاكل مع المواطنين، وتسمع الشتائم منهم والعراك معهم.
هذه المصاعد الثلاث والتي معطل منها واحد على الأقل فإن الأخرى ليست بحال أفضل، فإما أن تكون معطلة للصيانة أو أن عامل المصعد ذهب إلى دورة المياه أو ذهب لتناول الطعام، وذلك حتى يقوى على الاستمرار في هذا العمل الشاق؛ وبالطبع لا يوجد أحد يسد مكانه وما على المواطن إلا الوقوف منتظرا الفرج القريب!
الأسئلة التي لا أجد الإجابة عليها والتي أوجهها إلى من يمكن له الإجابة عليها وهي:
أولا لماذا لا يتم عمل طريق أخرى كالدرج مثلا أو أي حل يمكن أن يحل هذه المشكلة ويخفف من العبء والمعاناة عن المواطن ؟
أم أنه لا يوجد حلول "خلص" ..فإما أن تجتاز هذا الحاجز وإما أن تجتازه وأنت مجبر على ذلك شئت أم أبيت!
ثانيا هل تم وضع مصلحة المواطن والتفكير بها عند إنشاء هذا البناء العظيم!؟
ثالثا هل وجود ثلاثة مصاعد معطل منها واحد على الأقل تكفي لخدمة آلاف المواطنين؟
رابعا هذا الحاجز البغيض وهذه المعاناة المستمرة "في حد ممكن يسمعها ويجاوب"