متعة المعرفة.. حماقة الاكتشاف

  • زينب الشلالفة

وبعد منتصف الليل. عندما تتنزل الملائكة والرحمات، أو تخرج الشياطين. في الوقت الذي أتى فيه الشيطان لفاوس وباعه روحه. تأتيني أنت.. أنت.. يا حلاوتك!

تأتي أنت وليس هناك نور في الغرفة سوى نور الشارع المتسلل من الشباك، وهو لا يكفي لرؤية أي شيء بوضوح، ولكني أراك. وأنا ليس لدي ما أبيعه، ولا أتقن أمور التجارة، رغم أني درست التجارة. ولعل هذا مؤشر على نوعية التعليم في البلاد! لكن لدي الكثير لأعطيه.. فخذ روحي.. خذها ولا أريد أي مقابل، رغم أنني دفعت الثمن حتى أفلست، وأحتاج أن يدفع لي لأني سأظل أدفع؛ حيث لا يمكنني أن أعيش من دون أن أتعلم... وأدفعّ! خذ روحي ولا أريد مقابل. خذها وزيادة. وأنا مستعدة لتسجيلها باسمك في الطابو، و مستعدة للدفع المسبق لأية ضرائب تفرضها الحكومة.

لكن الحقيقة والتي هي ليست مُرّة هذه المرة، أنه نظراً لأن الفكرة لم تخطر على قلبي من قبل، فأنا لم أبحث وجود طابو من عدمه، والنوايا فوق القانون! فإذا لم يكن هناك طابو أو كانت روحي منطقة ـ جـ ـ فلك الله. لك الله ولغزة أيضا... أنت لا تتخيل ولا يمكنك أن تتخيل مدى حبي له لأنه لنا جميعا. هو وحده من يظل لنا، ويظل لنا جميعا. حتى الوطن لم يعد لنا جميعا، ولم يعد ملكية عامة!

والزيادة على التنازل عن حقوق البيع والملكية، إنني كل يوم وبظهر الغيب وأنت لا تعلم أدعو لك. هناك أيام لا أصلي فيها، لكنني كل يوم أدعو لك.. وحين يسأل الله من له حاجة؟ أخبره أن لي حاجة لك، وهي أن يعطيك من الفهم ما يكفي لتعرفه.  وأخبره أن لي حاجة فيك وهي أن يعطيني أربعين عاما أخرى اتيه فيها فيك مرة أخرى بعد أن عرفتك. أربعين عاما أخرى لأجرب متعة المعرفة بعد أن جربت حماقة الاكتشاف!

أرشيف فلسطين الشباب