عجبت لأمر العالم، عجبت بشأن الحياة. أودعتني الحياة بدون أن تعطيني بعضاً من الاهتمام أول الأمل. أقرأ كتاباً بالقرب من صومعتي التي لا أستطيع ان أعيش شيئاً بدون أن أشاركها فيه،
قرأت، حزنت، قاومت في سبيل الحياة، تهجرت، أصبحت لاشيء، أصبحت في المنفى الذي أجده بحراً أغرق فيه شيئاً فشيئاً بدون أن أدرك الموت بعد ثواني.
أحياناً أسمع في المساء ترانيم السلام، ولكن لا يوجد سلام سوى في السماء، أردت أن أعيش حياة بسيطة أنتشلها من رحم المعاناة اللامتناهية، عليّ أن أقول شيئاً، حسناً، هذا العالم يستحق الحقارة كل يوم، لأن الأسود في كل مكان.. في تفاصيل كياني يقبع في ثنايا الجسد، يرفض بأن يكون غير الأسود . أبتسم؟ أحاول؟ وكيف لي أن أبتسم وأنا بعيد عن سهولي، تلك البلاد الجميلة.. أكتب لتلك البلاد على أمل أن الحروف تداوي الفراق ومرارة الغربة، هي تلك الغربة لا توجد فيها سوى خيبات وظنون وكل شيء إلا السعادة، أكتشفت في النهاية أن الأوغاد ينتشرون كالفيروس في السماء. أيها العالم أشهد بأن النكسات أتعبتنا ورغم ذلك لا يوجد في العقل شيء من الاستسلام.
الكوفية الملتفة حول العنق تقول أننا نتذكر البلاد، وأن لا شيئ كئيب وحزين أكثر من النسيان.