اذا أردت أن تختبر شعور الموتى، توقف عن التساؤل، واقتل الفضول في داخلك!
اختر الدرب الذي تعرف نهايته، و هنيئاً لك.. هذا الموت الهادئ.
على البوابة الكبيرة سوف تجد حارساً، جرد نفسك من لسانك من قلبك من عينيك من تفكيرك.. سلمها له،
و استمتع بإقامة هادئة في جحيم الأرواح الهائمة، و لكن لا تتوقع أن تجد هناك رفقة، فكل يتمشى في جناحه الخاص.. هائماً.
إذا أردت أن تختبر شعور الموتى، هِم على وجهك لا تتعرف على أحد، سوف يرسلون إليك أن طلباً لم تقدمه الى ذاك المكان قد نال القبول، و سوف يستدعيك الحارس، ستجتاز البوابة و لن تذكر ما خلَّفت وراءك، سوف يصمت أريج الفصول، زهور الربيع، و تراب الشتاء الرطب. سوف تتوقف الغيوم عن البكاء، و النسمات عن الحديث، سوف تمسح الذاكرة سجلاتها عنك و عنهم، سوف تنسى الحياة وجودك، تلغي اسمك من سجلاتها، و تلفظك إلى دائرة الأحياء.. دائرة البشر.. دائرة الذين سوف يرحلون يوماً دون ذِكر أو خبر!
اذا أردت أن تختبر شعور الموتى، لا تحمل هماً فلن تبحث طويلاً، فللموت نائب يا رفيقي يبحث عن أمثالك في الدنيا،
يعلمهم الموت في الدنيا، يذيقهم منه الرشفة الأولى التي يخص بها نخبة من الذويقة، في مَضافةٍ فاخرة للموت، يمنع دخولها لمن لا يطابق معايير الجودة، مضافة لا يدخلها غير أولئك.. بشر مذنبون؛ ينتظرون حكم الإعدام.
و الجريمة؟
على خلفية قتلٍ عمدٍ ارتكبوه في حق فضول.. السؤال.. في حق فكرٍ حاول أن يتحدث، فأطلقوا عليه الرصاصة الأولى، و أطلقوا على وجودهم الرصاصة الأخيرة!